21‏/07‏/2013

إعلام يتحمل المسؤولية




عبدالرحمن باوزير
متى من الممكن أن نراهن على الإعلام في صناعة مسؤولية اجتماعية تفرضها عليه أدبياته وأخلاق المهنة التي خرجت من أعماق تفاصيل المجتمع ، لا أدري لماذا يكون الإعلام طرفًا يعمه الصمت دون خوف من مسؤولية لا بد أن يقوم بها ، أعتقد أن دور الإعلام هو المحرك الأول في جميع قضايا المجتمع وإن أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومجتمعنا ووطننا فيجب علينا بوضوح أن نصحح مسارنا ونعترف بخطأ الإعلام ودوره الذي لم يكمله على النسق المطلوب .
وأنا وإن كنت قد لمت الإعلام على تقصيره فلأنه السلطة الرابعة وصاحب الصوت الأكثر تأثيرًا في المجتمع ، الإعلام هو من يستطيع رسم البسمة على شفاه مسن أو عجوز تعيش لحظاتها الأخيرة ، وهو من يقدر على معالجة هموم طفل معاق أعيته الحاجة والفاقة .
لماذا لا نتعلم من المجتمع الأوروبي والأمريكي في تعامل إعلامه مع القضايا الإجتماعية فهناك تكاد تكون القضايا المطروحة في الصحف والإعلام هي متعلقة بالشارع والمجتمع ولا تغفل عنه قيد أنملة ، ومن يريد أن يلومني باعتباري أقول هذا الكلام سأرد عليه بأنه لا مشكلة إطلاقا أن نتعلم من الغرب طالما أننا لم نستطع الوصول إلى طريقة نخدم من خلالها أمتنا ووطننا .
إن الإعلام يستحق الانتقاد الذي يطوله لعدم قيامه بالدور المطلوب ، لكني لا أغفل إطلاقا بقية مؤسسات المجتمع التي تتشارك ذات المسؤولية فالتعليم مثلا لماذا لا يغرس في نفوس النشء قيمة وأهمية التعامل مع كل ما يحدث في المجتمع من احترام للإنسان ولقضاياه ، والأسرة لماذا لا تقوم بتربية أبنائها التربية الصحيحة ، والمسجد متى يكون خطباؤه مدركين لتأثير خطبهم على المجتمع ووضعها في خانة تؤثر إيجابيا على المجتمع ، من كل هذا يتبين لنا أن الشراكة المجتمعية هي الحل الأمثل لإنهاء مشاكل المجتمع وبدء نقاط إيجابية من خلالها نعيد صياغة مفهوم المسؤولية الاجتماعية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق