17‏/07‏/2013

" دار الشاكرين " رباط يحمل قصص الثكالى والمطلقات

 إحداهن لديها الجنسية البريطانية والأخرى زوجها تبرأ من طفلها المعاق
" دار الشاكرين " رباط يحمل قصص الثكالى والمطلقات 



يقف رباط "دار الشاكرين" بتاريخ إنشاء يعود إلى 30 عامًا وكأن قدره رسم البسمة وإسعاد الآخرين ، وبداخله قصص متعددة لسكانه الذين رمت بهم ظروف الحياة في هذه الدار ، عند دخولنا إلى رباط دار الشاكرين لقينا الحارس الذي يبقى في المكان لتنظيفه والاهتمام بشؤونه وبحديثنا معه قال : اسمي إسحاق ولي في هذا المكان قرابة 15 عامًا وأعمل على ترتيب المكان الذي تسكنه غالبية من الأجانب منذ وقت طويل  ، مضيفًا بأن الساكنات هنا تتنوع قصصهم لكنهن يقمن بالاجتماع معًا وقضاء الأيام والليالي رغم ظروفهن الصعبة والإنسانية .

البريطانية أم منير
عند دخولنا إلى بوابة الدار وجدنا في طريقنا أم منير وهي تعد وجبة السحور لسكان الدار وبمجرد أن أنهت ترتيباتها رفضت التصوير وقالت سأتكلم فقط دون تصوير ، وبدأت أم منير في سرد حكايتها بمرارة وقالت : لا أعتبر نفسي هنا غريبة أو وحيدة فأنا محاطة بعدد من الصديقات اللواتي نتناقش معًا في كل شيء ، فيما تقول عن قصتها : ولدت في بريطانيا لأم هندية وأب يمني وبقيت في بريطانيا حتى بلغت السابعة من العمر ، وعن سبب ولادتها هناك قالت : أبي وأمي جمعتهما علاقة حب تكلّلت بالزواج وبعد ذلك كان والدي يطمح إلى إكمال دراسته وذهب مع أمي إلى لندن وولدت هناك وبعد سبع سنوات عدنا إلى اليمن ، وتتابع أم منير التي تبلغ الستين عامًا : أكملت دراستي وفي سن العشرين تزوجت وأنجبت وأديت مهمتي على أكمل وجه وبعد أن زوجت أبنائي وبناتي بفترة توفي زوجي ثم شعرت بأنني أريد أن أكون قريبة من بيت الله الحرام فوصلت إلى هنا ودخلت إلى هذه الدار وبين فترة وأخرى أذهب إلى الين للاطمئنان على بناتي والبقاء معهم لفترة ثم أعود إلى المملكة ، ولفتت إلى أنها ما زالت حتى الآن تحتفظ بجنسيتها البريطانية وتتحدث الانجليزية بطلاقة ، وتمنت أم منير أن تتسهّل إجراءاتها لتجديد إقامتها لأنها تود البقاء في المملكة .
وفيما يتعلق بحياتها داخل الدار قالت : أنا أقوم عادة وخصوصًا من بداية شهر رمضان بإعداد وجبتي الإفطار والسحور وأقدم خدماتي للساكنات فأنا اعتبر نفسي من أصحاب الدار .


أم ناصر : زوجي تبرأ من طفلنا
أما حكاية أم ناصر وابنها فهي في غاية الحزن والألم ، ناصر ابن معاق عمره 23 عامًا كانت مشكلته عند الولادة نقصًا في الأكسجين تسبب له بإعاقة حركية في الأطراف السفلية ، وتقول أم ناصر في هذا الصدد : أنا سعودية مطلقة ولي في هذه الدار أكثر من 13 عامًا وبالنسبة لقصتي فأختصرها بأن أقول هي مبكية فحسب ، تشير أم ناصر إلى أن زوجها سعودي وبعد أن ارتبطا بزواج شرعي وأنجبا ناصر الذي كان معاقًا اشمئز زوجي من الأمر وانزعج كثيرًا وأصبح يعامله ببرود ولا يهتم به ولا يذهب لعلاجه أو إحضار الأدوية إليه وهو الأمر الذي تطور لاحقًا ليفاجئني بصك تنازل مثبت عن ابنه ناصر ويطلّقني بعدها ويمضي إلى حال سبيله
وتضيف أم ناصر بحسرة بالغة : أفقت بصعوبة من هذه الصدمة فكيف لأب أن يتخلى عن فلذة كبده ، وتذكر بأن الوحيد الذي كان يشفق على ابنها هو عمه إلى أن توفاه الله في حادث سيارة .
وبينت بأنها لا تريد الآن سوى الاهتمام بابنها الذي يحتاج إلى سيارة للمقعدين وإلى الآن لم أحصل عليها إضافة إلى إكمال علاجه في إحدى المستشفيات حتى يشفى بأمر الله .

 مشرف الدار : السعوديات 10% والشقق السكنية 38
مشرف دار الشاكرين سعيد بادويلان تحدث بقوله : نسبة السعوديين ضعيفة وقد قبلنا أكثر من حالة لهن لكن كتقدير هناك من الساكنات 10% سعوديات ، مضيفًا بأن السكن والكهرباء والماء بالمجان إضافة إلى مصروف مادي متنوع بحسب الاحتياج ، وأشار إلى أن الساكنات أغلبهن كبيرات في السن ومصابات بمرض السكر والضغط  ويتم متابعتهن وفي الحالات الطارئة يتم نقلهن فورا إلى المستشفيات ، وهناك أكثر من جهة منسقة مع الرباط تقوم بزيارتهم والاطمئنان عليهم وتوفير الأدوية لهم . 
وبين بادويلان بأن عدد الشقق السكنية للدار تبلغ 38 شقة يتم صيانتها بشكل دوري لتوفير أفضل خدمة ممكنة .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق