17‏/07‏/2013

يرغبون في حياة تملؤها البساطة والكرامة

كبار السن ضحايا تهميش المجتمع
يرغبون في حياة تملؤها البساطة والكرامة


الحياة فتحت أبوابها لهم فيما مضى والآن أصبحت مقفلة في وجوههم ، كبار السن ضحايا لتهميش المجتمع ،يقصون قصصهم لنا رغبة في الحياة ,ينتظرون التقدير من مجتمع قدموا له الكثير ولم ينالوا الجزاء المناسب لعطائهم .

أبو القاسم أشعر بالعجز
أبلغ من العمر 65 عاما فيما مضى كنت من حماة الوطن لي 4 أبناء وزوجة قد وافتها المنية كنت مستمتعا بالحياة مضت الأيام والسنوات وها أنا الآن على أبواب الخامسة والستين أشعر بالوحدة والعجز بعد وفاة زوجتي وزواج جميع أبنائي وأنا مابين فترة وأخرى اذهب لزيارتهم، وقد أخبرنا بأنه  يشعر بالملل  لأن الأماكن الآن مجهزة لخدمة الشباب وتسليتهم والأماكن الشعبية قد تلاشت ، أشعر بالغربة ولا رفيق لي سوا الراديو الذي لازلت احتفظ به من ذكريات الماضي،وأشار إلى إنه يرغب بأن يتم الاهتمام بالمسنين وان يتم توفير أماكن ترفيهية خاصة بهم ومزودة بجميع الخدمات التي يرغبون بها كي يلتقون فيها كبار السن ويتسلون ويتبادلون الأحاديث ويروحون عن أنفسهم وأكد على أن تكون تلك الأماكن أماكن للترفية وليست للسكن الدائم , وأثناء سؤالنا له عن ماذا قدم الإعلام للمسنين قال الآن حتى البرامج ليست ممتعه كما مضى أتمنى أن تخصص برامج معدة للمسنين ولتسليتهم. وبأسى قال أتمنى أن أعيش ما تبقى من عمري بكرامة في بيتي دون أن اضطر للانتقال لدار العجزة.

محمد عمل مدرسا في معظم سنوات عمرة
قصة محمد عواض يحكيها بنفسه حيث يقول : عملت مدرسا ل40سنة متنقلا بين أرجاء الوطن ، أحمل راية العلم أينما ذهبت ،علمت الأجيال على حب الوطن والعطاء تخرج على يدي الكثير من الطلبة  وأنا فخور بهم كانوا لي أبناء لأن الله لم يرزقني بأبناء ،أنا وزوجتي الحاجة أم عواض كما تحب أن تسمي نفسها عشنا في حب وكان الاحترام عنوان حياتنا، بعدما بلغت 60 عاما تقاعدت وحينها ابتدأت مشاكلي النفسية  ، أشعر بأنني بلا فائدة فكل خبراتي السابقة في التعليم أصبحت بلا فائدة ! لماذا لا يستفاد من خبراتنا هناك أسئلة كثير أرغب بطرحها على جميع الجهات لماذا لا يتم دمجنا في المجتمع عندما نبلغ الستين يتم تهميشنا نحن لم نموت لازلنا نتنفس ، نحن نحب الحياة ونرى الأمل في الغد، وأخبرنا بأن الإعلام مقصر جدا فيما يخص قضايا كبار السن وانه لا يهتم  بطرح مشاكلهم مطلقا، وقال بحزم كبير السن يحتاج من الإعلام أن يعرض قضيتنا الأولى وهي أن المسن ليس عاجز وبإمكانه أن يساهم في المجتمع أيضا فالمسن يملك من الحكمة والخبرة الكثير مما هي قادرة على تعمير الأوطان .

خالد عبد الرحيم لا يغادر منزل ابنه منذ 5 سنوات  
أكثر من 30سنة قضاها الشيخ خالد في مهنة التعقيب لم يحادثنا كثيرا لكن ابنه يوسف نقل إلينا معاناة أبية ، كان أبي معقبا له شأن يخالط الناس كثيرا أصابه المرض منذ 10 سنوات وحينها دخل في اكتئاب لأنه لم يعد يتواصل مع المجتمع الخارجي وأصبح كثير الصمت والتأمل ، كان يزور "القهوات" الشعبية ويقابل أصدقاءه لكن معظم هذه الأماكن تم تغييرها وتحديثها بما يناسب الشباب وأصبحت مقاهي، من ذلك لم يعد يستهويه الخروج من المنزل مطلقا ، جلس حبيسا لغرفته يؤدي عباداته فقط ، كان يطالع التلفزيون لكنه الآن توقف لأن معظم البرامج أصبحت بالنسبة له غير محترمة,ولكنه مازال يطالع الصحف اليومية ,عندما انظر لأبي وهو يقرأ  تلك الصحف التي أحرص على توفيرها له دوماً كل يوم أشعر بمقدار فرحة وسعادته بأن تلك الصحف مازالت موجودة ولم تختفي ويمحوها إيقاع الحاضر ، يوسف الابن البار يتمنى أن يساهم الإعلام بتوعية المجتمع  بأن المسن قادر على العطاء اجتماعيا ومدى احتياج المسن لدمجه في المجتمع وان يتم توفير نمط حياة خاص بهم ومريح وفيه احترام لماضيهم العريق .


مشرف دار الشاكرين سعيد بادويلان تحدث بقوله : نسبة السعوديين ضعيفة وقد قبلنا أكثر من حالة لهن لكن كتقدير هناك من الساكنات 10% سعوديات ، مضيفًا بأن السكن والكهرباء والماء بالمجان إضافة إلى مصروف مادي متنوع بحسب الاحتياج ، وأشار إلى أن الساكنات أغلبهن كبيرات في السن ومصابات بمرض السكر والضغط  ويتم متابعتهن وفي الحالات الطارئة يتم نقلهن فورا إلى المستشفيات ، وهناك أكثر من جهة منسقة مع الرباط تقوم بزيارتهم والاطمئنان عليهم وتوفير الأدوية لهم . 
وبين بادويلان بأن عدد الشقق السكنية للدار تبلغ 38 شقة يتم صيانتها بشكل دوري لتوفير أفضل خدمة ممكنة .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق