21‏/07‏/2013

دمج اجتماعي وفاعلية إعلامية لدعم قضايا المسنين

            متقاعدون وعاملون بالأربطة : الإعلام له مسؤولية اجتماعية لا بد من تحملها


الحياة فتحت أبوابها لهم فيما مضى والآن أصبحت مقفلة في وجوههم ، كبار السن ضحايا لتهميش المجتمع ،يسردون قصصهم رغبة في الحياة وينتظرون التقدير من مجتمع قدموا له الكثير ولم ينالوا الجزاء المناسب لعطائهم .
مسنون متقاعدون وعاملون في أربطة خيرية توجهنا إليهم بالسؤال عن مدى الدعم الإعلامي لقضاياهم لنخرج بهذه الحصيلة .

أبو القاسم ليس له سوى المذياع
 تبدأ فاتحة القصص مع أبو القاسم حيث يقول : أبلغ من العمر 65 عاما وفيما مضى كنت من حماة الوطن ، لي 4 أبناء وزوجة قد وافتها المنية وقد كنت مستمتعا بالحياة ومضت الأيام والسنوات حتى تقاعدت وخرجت إلى المعاش ، وتابع بأنه اليوم يشعر بالوحدة والعجز بعد وفاة زوجته وزواج جميع أبنائه الذين يذهب لزيارتهم بين فترة وأخرى ، الاماكن الشعبية بالنسبة لأبو القاسم يشعر بأنها اندثرت إذ يشعر بالغربة ولا رفيق له سوى المذياع حيث مازال يحتفظ به كجزء من ذاكرته ،  وأشار إلى إنه يرغب بأن يتم الاهتمام بالمسنين مع توفير أماكن ترفيهية خاصة بهم ومزودة بجميع الخدمات التي يرغبون بها كي لتكون ملتقى لهم يتبادلون الأحاديث ويروحون عن أنفسهم شريطة أن تكون تلك الأماكن للترفيه وليست للسكن الدائم , وأثناء سؤالنا له عن ماذا قدم الإعلام للمسنين قال : الآن حتى البرامج ليست ممتعه كما مضى أتمنى أن تخصص برامج معدة للمسنين ولتسليتهم. وبأسى قال أتمنى أن أعيش ما تبقى من عمري بكرامة في بيتي دون أن اضطر للانتقال لدار العجزة.

المعلم محمد يتهم الإعلام بالتقصير
قصة محمد عواض يحكيها بنفسه حيث يقول : عملت مدرسا ل40سنة متنقلا بين أرجاء الوطن ، أحمل راية العلم أينما ذهبت ،علمت الأجيال على حب الوطن والعطاء تخرج على يدي الكثير من الطلبة  وأنا فخور بهم كانوا لي أبناء لأن الله لم يرزقني بأبناء ،أنا وزوجتي الحاجة أم عواض كما تحب أن تسمي نفسها عشنا في حب وكان الاحترام عنوان حياتنا، بعدما بلغت 60 عاما تقاعدت وحينها ابتدأت مشاكلي النفسية  ، أشعر بأنني بلا فائدة فكل خبراتي السابقة في التعليم أصبحت بلا فائدة ! لماذا لا يستفاد من خبراتنا هناك أسئلة كثير أرغب بطرحها على جميع الجهات لماذا لا يتم دمجنا في المجتمع عندما نبلغ الستين يتم تهميشنا نحن لم نموت لازلنا نتنفس ، نحن نحب الحياة ونرى الأمل في الغد، وأخبرنا بأن الإعلام مقصر جدا فيما يخص قضايا كبار السن وانه لا يهتم  بطرح مشاكلهم مطلقا، وقال بحزم كبير السن يحتاج من الإعلام أن يعرض قضيتنا الأولى وهي أن المسن ليس عاجز وبإمكانه أن يساهم في المجتمع أيضا فالمسن يملك من الحكمة والخبرة الكثير مما هي قادرة على تعمير الأوطان .

خالد لم يغادر منزل ابنه منذ خمس سنوات  
أكثر من 30عامًا قضاها الشيخ خالد في مهنة التعقيب ، وبالرغم من انه لم يحادثنا كثيرا لكن ابنه يوسف نقل إلينا معاناة والده ، حيث قال : كان أبي معقبا له شأن يخالط الناس كثيرا وأصابه المرض منذ 10 سنوات وحينها دخل في اكتئاب لأنه لم يعد يتواصل مع المجتمع الخارجي وأصبح كثير الصمت والتأمل ، كان يزور "الجلسات" الشعبية ويقابل أصدقاءه لكن معظم هذه الأماكن تم تغييرها وتحديثها بما يناسب الشباب وأصبحت مقاهي، مضيفًا بأنه بعد ذلك لم يعد يستهويه الخروج من المنزل مطلقا  ليجلس حبيس جدران غرفته يؤدي عباداته فقط ، وأكمل بأنه كان يطالع التلفزيون غير أنه الآن توقف لأن معظم البرامج أصبحت بالنسبة له غير مناسبة ولكنه مازال يطالع الصحف اليومية , ويشير يوسف إلى أنني حينما انظر لأبي وهو يقرأ  تلك الصحف التي أحرص على توفيرها له دوماً كل يوم أشعر بمقدار فرحة وسعادته بأن تلك الصحف مازالت موجودة ولم تختفي ويمحوها إيقاع الحاضر .
يوسف الابن البار يتمنى أن يساهم الإعلام بتوعية المجتمع  بأن المسن قادر على العطاء اجتماعيا ومدى احتياج المسن لدمجه في المجتمع وان يتم توفير نمط حياة خاص بهم ومريح وفيه احترام لماضيهم العريق.


 عامل في الأربطة : ما أحوجهم إلى الدعم
إسحاق محمد وهو عامل في دار الشاكرين يقول في هذا الصدد : كبار السن الذين نعمل على خدمته يعانون كثيرًا من المشاكل الصحية والنفسية ربما لانهم وجدوا أنفسهم بعد حياة حافلة في دار بعيدة عن الأهل والأقارب والأصدقاء ، مضيفًا بانه يتمنى ان يكون هناك إشارة إلى قضاياهم ليتم التعامل معهم بمودة ورفق قبل أن يفارقوا الحياة .

فيما ذكر وجدي محمد والذي يحرس أحد الأربطة الخيرية بحي الكندرة أنه يعمل منذ 15 عامًا في الرباط ومرت أمامه عشرات الحالات التي لا يملك القلب أمامها سوى الانكسار غير أنه لم يكن هناك تسليط على قضاياهم من قبل الإعلام سوى في بعض الصحف الورقية لا أكثر ، وطالب أن ينصف كبار السن وأن يجدوا مكانًا لائقًا خاصة لمن لديهم ظروف صعبة يمرون بها إكرامًا لهم قبل رحيلهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق