17‏/07‏/2013

الوعي الإعلامي ..





 ( ثامر العبدالله ) إذاعة روتانا
المشكلات الاجتماعية التي تحيّر علماء الاجتماع تتصاعد وتيرتها وإن حاولنا أن نقرأ الأسباب التي دعت إلى ذلك ربما سنجد قائمة يطول شرحها والحديث عنها ، وبالتأكيد بأن أكبر الأسباب هو التغيير الكبير الذي طال المجتمع منذ دخول تكنولوجيا الإعلام الجديدة والإعلام التفاعلي الذي لا يعتمد على الكثير من المصادر والوسائل حتى يصل إلى الناس ، من الضروري أن تركّز الدراسات والأبحاث على الآلية التي من خلالها وجد الإعلام الجديد فرصة للظهور وهل الأمر متعلق بالكبت والحرمان من الانفتاح الفكري مثلا أم أن المسألة لها علاقة بتسارع وتيرة الحياة .
يحزنني كثيرًا حين أرى الكثير من قضايا العنف مثلا أو الاعتداء على الأطفال دونما قانون صارم يحد من هذه الظاهرة البغيضة ، أيضًا يراودني ذات الشعور حين يعاني كبار السن من مصاعب كثيرة في أواخر أيامهم من مشكلات صحية أو نفسية دون تسليط الضوء عليها أو العمل على انجاز ودعم كل ما يتعلق بهم . 

إن دور الرعاية الاجتماعية مثلا أو دور المسنين تحتاج إلى تواصل إعلامي فعال وهلم جرًا في قضايا المجتمع الأخرى ، فالمسؤولية الاجتماعية للإعلام لا بد أن تتضافر أيضًا مع القضايا الصامتة ، لا أعلم لماذا لا ترصد الدراسات الاجتماعية مثل هذه الظواهر وتكوّن شراكات متكاملة مع قطاعات إعلامية فاعلة من خلالها يتم تمويل مشاريع من قبل فاعلي خير يهدف إلى أظهار أي مواد إعلامية تتعلق بمشاكل المجتمع حتى لا نصحو يومًا على واقع مخيف .
وبناء على تجربتي الشخصية فقد تحدثت إلى متخصصة إعلامية في إحدى حلقات برنامجي الإذاعي وبينت بأن مسحها الميداني الذي شمل أعمارًا تتراوح بين 20 و30 سنة أكد 84% معرفتهم ببرامج المسؤولية الإجتماعية فيما يجهل 26% هذا المعنى .
وأصل من هذا الحديث إلى أن المجتمع به وعي كبير وتفهم لمثل هذه البرامج التي تهدف إلى الخير وتكافل المجتمع بعضه ببعض ، ومن هذا المنطلق لا بد أن يستشعر القياديون في مجال الإعلام على تعدد مشاربه هذه المسئولية العظيمة ، كما أؤكد على الدور المهم الذي تلعبه وزارتي الشؤون الإجتماعية والثقافة والإعلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق